vendredi 22 juin 2012

المعصية سبب نزول البلاء وتسلط الأعداء




الحمد لله واشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ..أما بعد
هل تدرون لماذا يحدث للمسلمين كل ما يحدث في كل مكان ؟ دماء تسفك ، وبلاد تحتل ، وبيوت تهدم ، وأمان يضيع !

الجواب في القرآن الكريم : (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى: 30) نسأل الله أن يعفو عنا .

لكن لما ترك المسلمون دينهم سلط الله عليهم من هو شر منهم عنده – وهم الكفرة المشركون – ليرد الله المسلمين إلى طاعته ويرحمهم بما نزل بهم من مصائب ، كما قال الله لبني إسرائيل – لما سلط عليهم الكفرة المشركين حتى دخلوا المسجد الأقصى ودمروه تدميرًا - : (عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ ) (الإسراء: 8) .

وإذا كانت معصية الرماة في جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد –سببًا لنزول الهزيمة بالجميع ، فكانت رحمة للشهداء الذين تمكن الكفار من التمثيل بجثثهم (تقطيع الأنوف وفتح البطون ) ، حتى حمزة سيد الشهداء عم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكن الله هند بنت عتبة من أن تمضغ جزءًا من كبده ، وهي كافرة في ذلك الوقت ، كل هذا بسبب معصية البعض ، ورحمة بالباقين .

فهذا الذي يحدث يتحمل مسئوليته كل ظالم صد عن سبيل الله ومنع الدعوة إلى الله أن تنتشر ، وأعان على ظلم أولياء الله ، ويتحملها كل من والى أعداء الإسلام ، فصار عبدا عندهم منفذا لأوامرهم ، يقدم لهم العون والأرض والمساعدة على سفك دماء المسلمين ، ويتحملها كل من يرضى بذلك .

يتحمل المسئولية كل من يترك الصلاة ويضيعها ، فتحل النقمة على البلاد كلها .
يتحمل المسئولية كل من خان الأمانة ولم يراقب الله سبحانه ، كل زانية وزان ، وسارق وسارقة ، وكل متبرجة فاسقة أدى تبرجها إلى بعد الناس عن الله فظلموا ، فسلط الله عليهم من هو أظلم ، وزاد الظلم فسلط الله الكفار علينا ، نسأل الله العافية .

ونحن أيضا مقصرون ؛ لأننا لم نصلح من أنفسنا بالقدر اللازم ، هل صلينا بالليل ندعوا للمسلمين من قلوبنا حتى يرفع الله عنهم البلاء ؟ هل تضرعنا إلى الله وشعرنا بأن إخواننا وآباءنا وأمهاتنا هم الذين يحدث لهم ذلك ؟

لكن – على أي حال – أمة الإسلام لا تموت ، والحق منها لا يضيع ، فقد سقطت بغداد في أيدي التتار أيام هلاكو وقتل (1.8 مليون مسلم ) ثم انتصرت أمة الإسلام وأسلم التتار ، ويوم سقطت الأندلس وأبيد المسلمون فيها فتحت قسطنطينية على يد محمد الفاتح .

لكن الشرط أن يعود المسلمون إلى ربهم وهذا أمر دائما يحدث – بإذن الله – بعد المصائب ، فاتقوا الله في أنفسكم وإخوانكم ، وأقيموا لصلاة لعلكم ترحمون ، ( فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) (النساء: 19)






الشيخ د.ياسر برهامي

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Delicious Facebook Digg Favorites More