samedi 23 juin 2012

مستقبل الإسلام ودعوته في كوت ديفوار في ظل رئاسة وتارا4



الحلقة (قبل الأخيرة):
التساؤل الثالث : هل يتفق نخب الإسلام من الدعاة والمسئولين على تصور العمل الإسلامي و تحديد الأولويات ، وما هي أسباب تباين أنظارهم ؟.
لكي نفهم هذا التساؤل بحيادية وتجرد يجب أن نتناول جماعة من النقاط لها مردوداتها تارة وروافدها حينًا آخر على مصداقية من يطال بهم التساؤل بالإشارة سواء من دارسي العربية من أبناء ساحل العاج أو من خاصة المسلمين من غيرهم ولعل أهمّ تلك النقاط هي التالية:
1- تباين حماس الفرد الواحد من دارسينا العربية تباينًا دراماتيكيًا : بين حاله وهو طالب ، وفي سلك التحصيل والدراسة ، وحاله حين تستقر له الأمور في البلد بإمامة مسجد أو الإشراف على جمعية أو الحصول على التعاقد مع جهة تمويلية مّا.
فبينما يكون صاحبنا - وهو على عتبة الدراسة -لا يهدأ له نشاط ولا يقف في طريقه حاجز ، بل تجده طاقة كلّه ، وشرارة سائر وقته لقضية الإسلام والمسلمين ، له نظرة عامة شاملة يهتم بقضية الأمية في المجتمع ، ويطرح مشكلات التعليم الإسلامي ، ويشارك في بناء موضوعات التربية ، ويحث على الكتابة والبحث العلمي ، ويشجع الاكتفاء الذاتي في الدعوة...!!!
ثمّ لا يلبث حين يرجع إلى البلد وقد علقنا به الآمال ، وقلنا : (هذا رسولنا المنتظر!) فلا يفاجئنا إلا طلوعه علينا وقد تحوّل إلى حزمة متثاقلة يدبّ دبيبًا بطيئًا ، ويبدو أصمّ حين تقرع عليه ناقوس حاجة الإسلام والمسلمين إليه ، ولربّما اعتذر إليك بعذر بارد (والله أنتم في الخارج لا تدركون حقائق الميدان) فهل يا تُرى كانت هذه الصيحة والجلبة كلّها فقط لأنّه لم يكن يعرف أين سينتهي به المطاف ، أم أنّ الذي حققه من المصلحة الذاتية وإن في ثوب الدّين هو حقيقة تصوّره لما كان يقيم له الدّنيا ؟ سؤالان جواباه مرّ من كلّ وجه !!.
2- اعتبار النّصر الجزئي والحيني نصرًا كليًا : نتفاءل خيرًا بانتصار الإسلام ولو بإتقان شخص لسورة الفاتحة ، إلاّ أنّنا لا نقبل بخلط الأوراق ، والوصاية على المسلمين بأنصاف الحلول ، ولا بالمقارنات السلبية .
فحين نطرح موضوع إيجاد برامج مسئولة للإسلام والمسلمين ، وفي أغلب مجالس المسئولين سواء في الحج حين نحتك بهم أو عند الزيارات الخاصّة لهم أثناء الإجازات ، يكون جوابهم هو تعداد بعض ما لا يُنكر أنّها نصر للإسلام وتقدّم للمسلمين ، إلاّ أنّه ليس جوابًا لما نريده ، لأنّها وبكلّ سهولة نجاحات جزئية وبعضها وقتية حينية ، وإذا أصررت لكي توضح لهم فكرتك قاموا بمقارنات سليبة (مهما يكن فالإسلام في كوت ديفوار أكثر تنظيمًا ممّا هو عليه في بعض دول الجوار!!) فأيّ جواب هذا !!!.
3- اعتبار تقدّم الإسلام بالتقارير المتبادلة مع الجهات الخيرية الإسلامية : إنّ كثيرًا من هذا الصنف من دارسينا قد ذابت شخصيتهم في غمرة محاولات إرضاء الجهات الخيرية التي هم تابعون لها .
وأرجو العفو! لكن أقول وبلا هوادة إنّه قد عمت تلك الجهات بصيرة أولئك الدّعاة وهؤلاء المسئولين عن إدراك الحقيقة من حولهم ، فأكثرهم لا يهمه من الدّعوة ومن قضايا الأمّة المسلمة الهامّة ، إلا ما كان له صلة بتقاريرهم ، وليت مشكلتهم كانت فقط عند تقاريرهم بل قد تجاوزت تلك إلى أنّهم صاروا طوع إشارة تلك الجهات التي لا يعرف أكثرها حتّى كيفية رسم أبجديات حقائق بلداننا والتكوين الدمغرافي للإسلام فيها .
وإنّ من فتنة هؤلاء أنّهم يزعمون أنّ نصرة الإسلام وأهمّ آماله إنّما هو بتقوية العلاقات مع الجهات الخيرية ، فتجد مجالسهم – مع مسئولي تلك الجهات-مليئًا بغيبة إخوانهم ممن هم مسئولون مثلهم ولربّما عن شرائح كبيرة جدًا من المسلمين ، ثمّ إذا ما خرجوا من عند صناديد الجهات الخيرية ، إذا هم يبشون في وجوه من كانوا يغتابونهم قبل ساعة ، وفي الحج تجدهم ينسقون معهم في أعمال مشتركة ، ويقفون جنبهم في خدمة المسلمين ، وهم في ذلك كلّه لا ينصحونهم فيما بينهم !!! .
فالحاصل والحقيقة المرّة أنّه لا يمنع هؤلاء من بناء جسور التواصل مع إخوانهم لخدمة الإسلام إلاّ الحفاظ على نصيبهم من الخبز لمكان تلك التقارير التي أظهروا أنفسهم فيها أشدّ أعداء لأولئك إرضاءً للجهات الخيرية ، على أنّ المنهج الإسلامي الحق يقوم على محبّة المسلم وكلّ مسلم وذلك لإسلامه ، فإن وجد فيه بعض المخالفات فيبغض من جهة تلك المخالفات مع ثبات أصل المحبة والولاء له ، وأمّا منهج هؤلاء فلا أعرفه من مناهج المسلمين !!.
4- مؤسسات جماعية الانتماء والتأسيس وسيطرة مجموعة من رؤسائها: إنّ ممّا يؤسف له حقّا هو تحوّل المؤسسات الإسلامية عندنا في الغالب ، إلى (روتاري كلوب) بحيث تصبح في رحمة الرّئيس وثلة من أتباعه المقربين ، وتخرج من طورها الإداري القائم على المشورة والأخذ بالأغلبية إلى دائرة مجموعة من (لوبي) المصالح.
إنّ منهجنا واضح أنّنا لا ننكر أن يكون للفرد مصلحة فيما يقوم به من الجهد للإسلام ، بل هو من الفطرة التي فُطر الناس عليها ، وقد يعدّ منعه من التكليف بالمستحيل ، وإنّما أن يتحوّل ذلك إلى لبس العمل الجماعي لباس الفرد أو الأسرة أو القبيلة ، بتحويل المؤسسة إلى وراثة بين الأبناء والأحفاد ، أو دالة بين مجموعة معينة هم فقط من يعرف حقيقة أسرارها ، فهل هذا في النهاية إلاّ (soubagaton!!!).
5- صراع الولاء لدول التلقي بين دارسي العربية بحكم اختلاف مشاربهم : لا أشك من أنّ هذه النقطة جدّ مهمة لكن أهمّ منها إثارتها في هذا الملتقى .
وأعني بها الحساسية التي بين دارسي العربية من أبناء كوت ديفوار بحكم اختلاف مشاربهم ، فالدارس من مصر يرى أنّ أخاه الدارس من السعودية لا يفهم المنطق ، وأنّه يدرس الشريعة بدون القانون ، وأنّه درويش غير متحضّر ، والسعودي يزعم أنّ المصري فاسد العقيدة ، وأنّه يؤمن بالخرافات ، وأنّ لديه فتاوى غريبة وحالات نفسية سلبية عن الإسلام والعرب ، والسوداني يعتقد أنّ حقيقة الحرية لا توجد إلاّ في السّودان ، وأنّ الدارس في السعودية ما هو إلاّ مجرّد قطة سمينة !.
وقد يتوهم من لا يدرك غور هذه القضية أنّها مسألة عابرة تنتهي بمغادرة قاعات الدّراسة ، والحقيقة خلاف ذلك بكثير فقد تنامى هذا الأمر في البلد حتّى وصل إلى حدّ منع خريجي بعض الدّول من ترأس بعض المؤسسات الدعوية الكبرى ، لأنّهم دراويس لا يفهمون الواقع ، ويتكففون النّاس لبطونهم ، هذا ناهيك عن الآثار الجانبية الخفية الأخرى قد تربو على تلك وتزيد .
6- الصراع المصيري بين المدرسة الكلاستيكية القديمة والتعليم العربي الحديث .
ففي خضم الحديث عن تفاوت التصورات عمّا يعدّ انتصارًا للإسلام ومن ثمّ يجب السعي له ، لا يمكن أن نغفل تلك الشريحة المتأصلة من تراثنا الإسلامي بأسلوبه الكلاستيكي القدّيم من التعليم بالكتاتيب وما يتبع ذلك.
فإنّه غني عن إضاعة الوقت بالاستدلال على أنّ تصوّر تلك الفئة لتقدّم الإسلام وانتصاره قد لا يتجاوز في أكثر الحالات : رؤية كثرة المصلين ولو من مسجد الحي فقط إلى جانب تحقيق بعض المآرب النفعية الذاتية وإن على يد قوم لا يؤمنون بالله ولا يرقبون في الإسلام ولا في المسلمين إلاّ ولا ذمّة ، فالمهم أن يكون لدى الشيخ سيارة فاخرة ويصبح محترمًا لدى الساسة ، فالعبرة إذا ذاتية فردية بالنسبة لهؤلاء .
ومن العجيب وأرجو أن أكون على خطأ : أنّ هذا المفهوم للعمل الإسلامي المعاصر هو عين المفهوم لدى بعض المسئولين ممّا تخرجوا وتلقوا الدراسة في الجامعات الحديثة ، فهم مع ذلك لا يرون من مفهوم تقدم الإسلام وتنظيمه إلاّ هذا التّصوّر الغارق في البدائية .
ملحوظة : أرجو ألاّ يفهم من كلمتي احتقارًا لتلك المدرسة القديمة المباركة من الجيل الأوّل الذي كان سبب الانطلاق الأوّل للإسلام ، ففضلهم ثابت ومنزلتهم يجب مراعاتها ، لكن الكلام ههنا عن تصوّرهم لما نحن بصدده ، وهذا لا يخفى على أحد احتك بهم .
7- صراع الهوية في زعامة المساجد وتولية مهام الإسلام والمسلمين : إذا غاب عنك سيرة أجدادك وأردت أن تعرف من كانوا ومن أين أتوا فإني أدلك على أقرب الطريق إلى ذلك في ساحل العاج !!!.
ما عليك سوى أن تتظاهر لإمام مسجد حيكّ وللصناديد المحيطين به أنّك ترغب في أن تكون إمامًا في المسجد، فسوف يخبروك بتاريخ آبائك وأنّهم أجانب على هذا البلد أو على الأقل على هذا المسجد .
ثمّ إنّ هذا الصّراع لم يقف على أبواب المساجد وساحات قراءة (يس) ومحافل العقيقة والمآتم وغيرها من مجالس (الحمد لله ربّ العالمين !!) بل تجاوزها وتعدّاها إلى المؤسسات والجمعيات، فلا يخلو شيء من جمعياتنا الإسلامية الكبرى في السّاحة من حضور قوي للانتماء القبلي ، فتلك يغلب عليها (oudjenekan) وهذه (maoukan) وأخرى (koyaka ) على أنّه يجب أن نأخذ في الاعتبار العنصر البشري الكثير والقوي الذي تمثله تلك القبائل ومثيلاتها فهي من حيث الدارسين من أكثر قبائل كوت ديفوار في مجال تعليم الإسلام ودراسته ، لقوة عراقة تاريخها في الإسلام ، ومن ناحية أخرى فهي تمثّل كبرى قبائل المسلمين في بلدنا ، وعليه فلا بدّ من قبول الكثرة الحضوري كحقيقة واقعية ، وإنّما الذي لا يقبل أن تغلب تلك الانتماءات على العمل الإسلامي والإخلاص له ، فنؤيّد رئاسة فلان مثلاً فقط لأنّه من قبيلتنا ، ونسعى لعلان لأنّه ينطق بلساننا ...
8- الجهل بنظام الدّولة ، وبحقائق المؤسسات العربية الإسلامية ممّا أعقب الجهل بكيفية استغلال هذا وذاك للعمل الإسلامي .
إنّ العمل الاجتماعي الذي يدخل ضمن القطاع الخاص ، من أهمّ المجالات التي ينبغي استغلالها للعمل الإسلامي ، فإنّ من حقّ كلّ مجموعة بلغت نسبة معقولة في المجتمع أن تتقدّم إلى الحكومة بملفات لصالح شبابها والمنتمين إليها .
فيمكن استغلال حكومة كوت ديفوار لدعم الشباب الحاصلين على الثانوية العربية الإسلامية ، ضمن برنامج (الدمج الاجتماعي) إذ تخصص الحكومة ميزانية لهذا المهام ، وبه يمكن أن يستفيد طلبة مدارسنا من جميع التخفيضات المتاحة للطلاب في الدّولة ومن ذلك التخفيضات الخاصة بالطلاب في مجال الصحة والسفر والضرائب ...
كما أنّ هناك نظام القروض البنكية الاجتماعية الصغيرة التي تدعم بقروض مالية صغير مشاريع النساء من تجارة وزراعة وغيرها فهذه الفتحات من نظام حكومتنا واقعية وحقيقية ، فلماذا لا تبلغ اهتمامات المؤسسات الإسلامية هذا الصدّى .
أمّا بالنسبة للجهل بالمؤسسات الإسلامية العربية فإنّ نظرة أكثرنا إلى تلك المؤسسات تقوم على اعتبارها ملكًا للبلدان المستضيفة لها ظانين أنّها لتلك البلدان فنعتقد مع ذلك أنّه لا يستفيد منها إلاّ من درس في شيء من تلك البلدان وهذا ليس صحيحًا من كلّ وجه .
فإنّ (منظمة التعاون الإسلامي) مثلاً وهي المنظمة الأم التي تضمّ جميع المنظمات الإسلامية بما في ذلك البنك الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي ، ومنظمة المدارس الإسلامية الدولية وغيرها من الفروع المفيدة للإسلام والمسلمين ، ودولتنا كوت ديفوار عضو في تلك المنظمة ، ومن حقّ الدول الأعضاء طلب الدعم الإسلامي من تلك المنظمات كل في مجاله ، فلماذا نتغافل هذا الأمر وكأنه غير موجود ، وهل بسبب أنّ مساعدات تلك المنظمات رسمية ، وعليه فلا يمكن التلاعب بها كما هو الحال للمؤسسات الخيرية الأخرى تساؤلات!!.
9- الحرص على القبول من الأتباع وإن أدّى ذلك إلى هجر الثوابت والأصول : إنّ حقيقة راس مال الدارس أيًّا كان ما درس وتخصص فيه ، هو شخصيته التي تحددت من خلال هويته الجديدة القائمة على حصيلته العليمة ، وبالتالي فلا يجوز أن يفرط في تلك الشخصية ويجعلها كاركاتيرية يتلاعب بها الأطماع .
غير أنّه من المؤسف أنّ بعض دعاتنا لا يملكون سلطان تغيير وإن قُلّدوا زمام المسئولية في المساجد والجمعيات الإسلامية ، فتجدهم ، لعبة في يد مجموعة من العامّة ، فهم قادة لكنهم تابعون غير متبوعين في حقيقة الأمر !.
10- الولاء لبعض الجمعيات إلى حدّ البراء من سواها : يظن بعض مسئولينا أنّ الولاء للجمعيات ينبغي أن يكون دينيًا ، أنّه يجب حبّ كلّ من في هذه الجمعية لذات الانتماء وبغض من سواهم لذلك ، وهذا خطأ منهم كبير فالولاء للجمعيات ولاء تنظيمي وليس دينيًا ، فقد يشارك السني في جمعية غير سنية ، وذلك لإيمانه بنوع التنظيم القائم فيها وهكذا.
أمّا إذا اعتبرنا أنّ كلّ من لم ينتم إلى الجمعية السنية من أهل السّنة فقد خرج من السّنة ، و بالعكس فهذا من الجهل ، مع أنّ ذلك هو لسان حال بعض دعاتنا ، أذكر أنني قلت مرّة لأحدهم : إنّ الولاء لجمعيتكم ليس دينيًا حتّى تزعم أن لا بدّ من الانتماء إليها ، فلم يفهم مقصودي فضلاً من أن يناقشه وهكذا تجد بعضهم وكما يقول شكيب أرسلان : (ابتلاؤكم بجاهل خير من ابتلائكم بشبه عالم !!).
11- الصراع غير المبرر مع دارسي الفرنسية : في صراع مفلس مسبّقًا يزعم بعض الإخوة أنّ دارسي الفرنسية قد أخذوا مكانهم في السّاحة ، سبحان الله فهل هذا إلاّ حجة القطة أن عضّه الفأر في فمه !
فأنّى لدارسي الفرنسية أن يأخذوا مكاننا وهل مكاننا هو إدارة المساجد أم قيادة الأمّة بما فيها إدارة المساجد ، وأمّا جرأة أولئك على الفتوى ، وتسمية بعضهم بأستاذ وآخر بشيخ الإسلام وثالث بأمير المؤمنين ، فإنّه منّا أو من بعضنا ، وذلك يوم أوصلنا إلى فهمهم أنّ دورنا فقط هو الإمامة والوعظ دون قيادة الأمّة ، ومعلوم أنّ الإمامة والوعظ مراتب يمكن لبعض الجهلة تحقيق شيء من تلك المراتب .
ومن تلك التصرفات حرص بعض الجمعيات العملاقة على اختيار أمينها (السكرتار) من طلاب المدارس الفرنسية ، مع أنّ المهام مهام باللغة العربية بالدرجة الأولى !.
فهل يريدون إخفاء الحقائق حتّى على من ينبغي ألاّ تخفى عليه خافية من أمر تلك المؤسسات أم ماذا يريدون ، أترك لكم الجواب !.
12- غياب برنامج جاد للمرأة المسلمة :إنّ مؤسساتنا الإسلامية –بدون استثناء-ليس لها برامج للمرأة سوى الوعظ والإرشاد، فنحن نساهم بطريقة أو بأخرى في تعميق الأمية لدى المرأة المسلمة ، فالمرأة في مجتمعاتنا جاهلة بأبسط الأمور التي معرفتها غدت ضرورة لسلامة الأولاد الذي تحت رعايتها في أكثر الأوقات .
13- غياب الكتابة عن مواكبة العمل الإسلامي : يتميّز الدارس أنّه يخلف آثارًا مكتوبة للأجيال القادمة ، لكن تعجب معي أنّ كتابات دعاتنا بعد الاستقرار في البلد كلها في مجال الوعظ والإرشاد ، عفوًا : وأيضًا التقارير المرفوعة إلى الجهات! أمّا دراسة الواقع في كتابات رصينة حتى مجرد الترجمة للدعاة المتوفون فلا تجد من يهتم بها إلا طائفة قليلة جدًا ، ما عدا الرسائل العلمية التي تكتب لحاجة في نفس يعقوب !.
والمؤسسات الإسلامية إلى جانب عدم الكتابة ، ليس لها اهتمام -كذلك-بما يكتب ، فأذكر أنني مرّة زرت مقر رابطة الدعاة في أبيدجان أريد منهم مجموعة من الرسائل والبحوث عن الإسلام والمسلمين في ساحل العاج ، فهل تعرفون ماذا خرج إليّ سكرتار الرابطة ؟!!!.
مذكرة في (37) صفحة كتبها أحد دعاة نيجيريا !!! والصفحات العشر الأولى منها فقط تتحدث عن ساحل العاج ، والباقي في الفلسفة !! .
فأين رسائل طلبة الدولة الغنية والثرية في قضايا دولتهم عن طلابنا من مصر والسودان ، وليبيا ، والمغرب وتونس والمملكة ؟!! ، فلماذا لا تقوم المؤسسات الدّعوية –إن كانت صادقة أنّها تريد نشر الإسلام- بجمع تلك الرسائل وتتبعها فكيف يمكن نشر الإسلام دون الاهتمام بالبحث العلمي في هذا العصر ؟!!!.
ومن الأمثلة كذلك أنّه اتصل بي بعض الدعاة من البلد قالوا : نريد منك أيّ شيء مكتوب عن الإسلام ، لأنّ لدينا معرض دولي إسلامي في الجزائر وأتاحوا للدولة جناحًا فنحتاج إلى الكتب عن الإسلام من كتابات أبناء الدولة ، فلماذا لم يجمعوا تلك الكتب قبل أوان الحاجة ، وهل اهتموا بالموضوع بعد تلك التجربة المريرة ؟!!!.
مع أنّ ينبغي أن تكون هناك مؤتمرات وطنية إسلامية لعرض الرسائل والبحوث التي يكتبها أبناء الدولة ، مع تشجيع المبدعين في ذلك ، فهذا هو المجتمع الواعي لقضيتها المصيرية .
ولنا لقاء مع الحلقة الخاتمة قريبًا وإلى ذلك الحين دمتم في رعاية الله وحفظه .

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Delicious Facebook Digg Favorites More