samedi 12 mai 2012

مدرسة دار الحديث بؤاكي نشأة وتطورا



الحمد لله الذي أنزل الكتاب ومثله معه ، والصلاة على من أوتي من الكلم جوامعه، وعلى آله وصحبه ومن تبعه، وبعد:

تعتبر دار الحديث بؤاكي مدرسة عتيقة في ساحل العاج، وتعد من المدارس المشهورة في غرب إفريقيا، إذ كانت – ومازالت- قبلة لطلاب العلم وأهله، فهي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، والسؤال الذي يطرح نفسه هو : متى أسست هذه المدرسة؟ ومن هو مؤسسها؟ وما الهدف من تأسيسها ؟ وكيف تطورت المدرسة؟ فهذه الإشكالية، سنحاول الإجابة عنها، قدر الاستطاعة، نظرا لقلة علمنا وصغر سننا، تاركا التوضيح أكثر وأكثر للقراء الكرام، فنقول مستعينا بالله ومتوكلا عليه:

دار الحديث- حرسها الله- مدرسة أسست على التقوى، فأنبتها الله تعالى نباتا حسنا، ورأت النور عام 1960م، (أي عام استقلال جمهورية ساحل العاج)، على يد مؤسسها الشيخ الحاج موري موسى كمارا – رحمه الله رحمة واسعة- فكان لتأسيسها أحسن الوقع في قلوب المسلمين، وأجمل الأثر في نفوس أبنائهم، فأتوا إليها من كل فج عميق، وتهافتوا حولها كالفراش المبثوث.

ومما ينبغي أن يستقر في الأذهان، هو أن مؤسس المدرسة، الشيخ الحاج/ موري موسى كمارا، كان حييا ورعا تقيا زاهدا يأكل من عمل يده، لا يتطلع إلى ما في جيوب غيره، وكان أمينا وموضع الثقة بين الناس، ومطاعا في أهله وأصحابه، داعية إلى الله عزجل سرا وعلانية لم يأخذه في الله لومة لائم. وقد ظل كذلك – رحمه الله – حتى عداه بعض الناس، خصوصا تلك الشريحة التي لم تكن تؤمن بالله ولا برسوله، ولا تدين دين الحق من الذي أوتوا الكتب، والمرجفين في المدينة والقرى المجاورة.

وأما من حيث أهدافه المدرسة، فإن الشيخ – رحمه الله – لم يؤسسها طلبا للسمعة أو الرياء والزعامة، و لا لجمع الأموال الدرهم والدرهمين، ولا الدينار والدينارين، وإنما أسسها ابتغاء وجه ربه الأعلى، أسسها من أجل نشر الإسلام، وتثقيف أبناء المسلمين، فتقبله ربه بقبول حسن، فكانت النتيجة – ولله الحمد - أحسن بكثير مما ظنه الشيخ، كثر تلاميذه ، أتوه من جميع أنحاء البلد، ومن البلدان المجاورة، من جمهورية مالي، بوركينا فاسو وغينيا وغيرها، أتوه ليتسلحوا منه ما استطاعوا من قوة علمية وفكرية، دفاعا عن دينهم و عقيدتهم ، بأدلة ساطعة قاطعة، وحجج قوية متينة، ليزيلوا عنها ما علق بها من شوائب وأباطيل ، ويردوا كيد الغرب وتنصيره ، ويدحضوا حججهم ، ويخرسوا ألسنتهم. هذا ، وإن لمدرسة دار الحديث فروعا كثيرة في البلدان المجاورة ، أشهرها: مدرسة دار الحديث في باماكو بجمهورية مالي والتي أسست عام 1980 علي يد مؤسسها محمد ديارا. وأما فروعها في الداخل فحدث عنها ولا حرج، لأنه لا تخلو مدينة من مدن كوت ديفوار ( ساحل العاج) إلا وفيها فرع أو فروع المدرسة.

ومن هنا ينبغي أن نشير إلى تطور المدرسة من الناحية الإدارية:
1. لقد أخذ شيخنا رحمه الله – المؤسس – بزمام أمور المدرسة ـ وتولى بنفسه إدارة شؤونها من مطلع فجر تأسيسها عام 1960م إلى أن توفاه الله تعالى سنة 1976م ، تغمده الله بواسع رحمته.
2. جاء بعده مباشرة شيخنا/ محمد محمد إدريس – رحمه الله- فتولى إدارة المدرسة من 1976م إلى وفاته عام 2010م ، وقد كان هذا الأخير ممن ترعرع على يد سماحة الشيخ/ عبد العزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله- مفتي عام المملكة العربية سابقا، و كان ملازما له حتى وفاته.
3. وأخيرا ، من سنة 2010م إلى يومنا، يدير مقاليد حكم المدرسة وشؤونها، الشيخ الداعية الكبير/ عبد الله سيدبي، وهو من خريج المملكة المغربية، بحيث درس في مدينة تازة بالمغرب، ثم عاد إلى ساحل العاج ، واشتغل في التدريس في المدرسة نفسها، كما كان له دور كبير في رابطة الدعاة في ساحل العاج، فرع مدينة بواكي.

يتبين من خلال ما تم سرده لكم، أخي الكريم/ أختي الكريمة، ما لتلك المدرسة العظيمة من دور كبير في خدمة الإسلام ، و ما لها في أعناقنا من عظيم المسؤولية. وحبا للعلم وأهله، وخدمة للاسلام وتراثه، ارتأيت أن أكتب هذه الأسطر المعدودة، راجيا من قرائنا الكرام تصحيحها، والتعاون على الكتابة حول مدرستناالحبيبة، مدرسة دار الحديث، وغيرها من المدراس الإفريقية العتيقة، سواء في هذاالرابط أو غيره، وإن كانت لي كلمة أخيرة، فهي ابتهال إلى الله عزوجل أن يكرمكم و يعلي مكانتكم ، ويرفع ذكركم، ويجعله اسمكم محفورا في ذاكرة الزمان بكل طيب، كما أسأله سبحانه أن يكتب لمدرسة دار الحديث وغيرها من المدارس الإسلامية مزيدا من التوفيق والإزدهار، وأن يجزي القائمين عليها أحسن الجزاء على جهودهم العظيمة وعملهم الدؤوب في خدمة الإسلام ونشره، كما أسأله سبحانه لمديرنا الحالي السيد/ عبد الله سيدبي، طول العمر ونعيم الحياة ولباس العافية، واسمحوا لي إن أطلت عليكم،

وإن تجد فيه عيبا فسد الخللا فجل من لا عيب فيه وعلا.

شكرا.

راجي عفو الله/ محمود سورو، الدارس في مدرسة دار الحديث ما بين 1996-2003م.

مساء الجمعة: 04/05/2012م 12/06/1432هـ

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Delicious Facebook Digg Favorites More