samedi 30 juin 2012

2الختان التقليدي الإفريقي للبنات بين القبول والرفض



آراء إسلامية، وفكرية، وطبية، وإيجابياته وسلبياته وكيفية خروج الأفارقة منها.

الجزء الثاني:
بيّنت في الجزء الأوّل، درجات الختان، وأنواعه، كنوعي فرعوني وختان سني، والختان عبر الزمان والمكان، كما بينت لماذا انتشر هذه العادة في أفريقيا ؟ وما الذي ساعد على انتشارها ؟ ، وبينا سلبياتها وإيجابياتها، وهنا سأبيّن عن الختان الشرعي وفوائده......وأقوال بعض الرافضين للختان بسبب أضرار يسببه الختان التقليدي:

للختان الشّرعي فوائد معنوية جمّة بل كثيرة جداً، منها:

1 ـ اقتداء بالسنة النبوية:

فالقائم بالختان وفق الأقوال الصحابة يكون قد اتبع سنّة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وطاعة لأمره خاصّة وأنّه من شعائر الإسلام.

2 ـ تعديل الشهوة عند البنات: إن الختان تعدل الشهوة التي إذا أفرطت ألحقت الإنسان بالحيوانات وإن عدمت بالكلية ألحقته بالجمادات، فالختان يعدلها ولهذا تجد الأقلف من الرجال والقلفاء من النساء لا يشبع من الجماع، ولهذا يذم الرجل ويشتم ويعير بأنه ابن القلفاء إشارة إلى غلمتها، كما يذهب الغلمة والشبق عن المرأة، وما في ذلك من المحافظة على عفتها.

3 ـ التخفيف من حِدَّة الشهوة القاتلة والتي تعصب بالفتيات بعد بلوغهم وخاصة عند اللواتي لم تحظ بالزواج. وتخفيف درجة حرارة الفرج ولهبها عند بلوغ الفتاة سواء قبل الزواج أم بعده.

4 ـ حماية الفتاة من الانحراف في بيت والدها وزوجها.

5 ـ سمي مكرمة للمرأة المختتنة لأنّها مكرّمة عند زوجها كما سوف نشرح ذلك بعد قليلٍ. واما حقيقة الخفض للمرأة فهو كالختن للرجل ،لكن بكيفيّة أخرى ومحلها قطعة من اللحم مدلاّة من الغدة أو البظر.

6 ـ بهاء الوجه والضياء: الختان تخلق البهاء في الوجه بل تضيئه وفي تركه من الكسفة التي ترى عليه وقد ذكر حرب في مسائله عن ميمونة زوج النبي أنها قالت للخاتنة إذا خفضت فأشمي ولا تنهكي فإنه أسرى للوجه وأحظى لها عند زوجها وروى أبو داود عن أم عطية أن رسول الله أمر ختّانة تختن فقال: "إذا ختنت فلا تنهكي فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب للبعل" ومعنى هذا أن الخافضة إذا استأصلت جلدة الختان ضعفت شهوة المرأة فقلت حظوتها عند زوجها كما أنها إذا تركتها كما هي لم تأخذ منها شيئاً ازدادت غلمتها فإذا أخذت منها وأبقت كان في ذلك تعديلاً للخلقة والشهوة.

لقد اتضح لنا من خلال ما سبق أنّ الحكمة الطبية والإسلامية والفكرية من الختان، الّذي دعت إليه الشّريعة الإسلاميّة، تظهر أهميته عند النساء العامّة والإفريقيات بخاصّة، وخاصّة في البلاد ذات الطقس الحار كمعظم بلدان إفريقيا والجزيرة العربية وغيرها، فإنّه يغلب أنّ يكون للنساء بظر حارة بل لاهبة يزيد في الشهوة الجنسية بشكل مفرط، وقد يكون شديد النمو إلى درجة يستحيل معها الجماع ومن هنا كان من المستحب استئصال مقدم البظر لتعديل الشهوة في الحالة الأولى، ووجب استئصاله لجعل الجماع ممكناً في الحالة الثانية وهذا الرأي الطبيّ يتوافق مع رأي الجمهور من فقهاء الأمّة الذين أوجبوا الختان على الرجال وجعلوه سنة أو مكرمة للنساء مصداقاً لتوجيهات نبي الأمة صلى الله عليه وسلم، وتخويف حدّة الشهوة وحفظ الأعراض والشرف بل حفظ القبيلة وسمعة الأسرة من ثورة الشهوة الفتيات غير المختتنات.

إنّ عادت الفطرة البشرية لتثبت من جديد أنّها الفطرة التي لا تتغير على مدى العصور، وأنّ دعوة الأنبياء هي دعوة حق إلى سعادة البشر جميعاً، وكما رأينا فإنّ الطبّ الحديث يؤيد وبقوّة ما ذهب إليه الشافعية من استحباب الختان في اليوم السابع، ولحد أقصى (يوم الأربعين) من ولادة الطفل.

يقول الناقد لما ذهبنا إليه ونفضله، قائلا:

أنّ هناك من يقول: إنّ الختان يحمي الفتاة من الانحراف؟

من يقوم بعمل الختان اعتقاداً منه بأنّ ذلك يؤدي إلى الإقلال من الرغبة الجنسية وكذلك حمايتها من الانحراف، يغفلون حقيقة طبية هامة وهي أنّ الختان لا يقلل الرغبة الجنسية حيث إنّ مركزها المخ وتتأثر بالحواس مثل: البصر والشم واللمس وغيرها، والنتيجة هي وجود الرغبة الجنسية مع صعوبة الارتواء الجنسي. وأحبّ أن أؤكد لك أنّ التربية الأسرية السليمة هي المهمة في المحافظة على العفة وليس بتر عضو مهم للاستمتاع بحياة زوجية سعيدة.

هناك من يقول إن الختان نظافة وطهارة ؟

وهذا غير صحيح، فإنّ من وظائف الشفرين الصغيرين حماية جلد الفرج من حدوث الالتهابات نتيجة لمرور البول والإفرازات المهبلية عليه؛ لأنّ سطحها يحتوي على الكثير من الغدد التي تفرز مادة ذهنية لحماية الجلد، كما أنّ من وظائف الشفرين الصغيرين توجيه البول ومنع بلل الملابس.

خطورة الختان وويلاتها على البنات:

ولكي نكون منصفين وتلبية لحقائق الواقع فقد تبين في الآونة الأخيرة من خلال المختصين أن الفتاة التي يتم ختانها تتعرض للعديد من المخاطر الصحية والنفسية بل تستمر معها في جميع مراحل عمرها، والتي تتحدد تبعاً لنوع الختان والظروف الصحية التي تجرى فيها هذه العملية، منها على سبيل المثال:

1 ـ النزيف الحاد: إنّ الختان التقليدي الإفريقي للبنات تسبب النزيف الحاد بسببه هو من أكثر المضاعفات حدوثاً في معظم حالات الختان، وقد يكون النزيف بسيطاً ويمكن إيقافه بخياطة الأوعية النازفة أو كيها، وكلّها وسائل مؤلمة وفى حالات أخرى قد يكون النزيف شديداً نتيجة لقطع الشريان البظري وهنا يصعب إيقافه وقد يؤدى إلى الصدمة العصبية أو حتى الوفاة وبالضبط هذا ما يحدث في كثير من الحالات في الختان عند الفتيات وخاصّة في الآونة الأخيرة.

2 ـ الألم الشّديد: ويرجع سبب الألم الشّديد إلى أنّ الأنسجة التي يتم بترها غنيّة بالنهايات العصبية، لذلك يكون الألم شديداً، وتجرى غالبية عمليات الختان دون تخدير وهذا بالفعل ما يجري في إفريقيا منذ زمن طويل مع الأسف الشديد.

3 ـ تشويه الأعضاء التناسلية الخارجية: الختان التقليدي يسبب تكون الندبات أو الأورام أو التصاقات الأنسجة المختلفة. التهابات مزمنة بالجهاز البولي أو بالجهاز التناسلي كما يحدث ذلك نتيجة إهمال علاج الالتهابات الموضعية، مما يؤدى إلى انتشار العدوى.

4 ـ تعسر الولادة: أكّدت الدراسات في هذه السنوات الماضية أنّ نسبة الوفيات النساء عند الولادة أو بعدها ف إفريقيا بأكملها كانت بسبب الختان، لأنّ الجنين يجرح مكان الختان وخاصة عند الختان الفرعوني فتسبب نزيف خطير وتصبح الفرج جرح خطير وكأنها اختتنت من جديد، وقد يؤخر عدم تمدد النسيج الليفي نزول رأس الجنين أثناء الولادة أو قد يتمزق هذا النسيج مسببا نزيفا حادا أو ناسورا (مهبلي بولى أو مهبلى شرجي).فهناك دراسات ميدانية أكّدت على وجود حالات خطيرة بسبب الختان كتأخر الحمل وصعوبة في الولادة مما تسبب في أكثر الأحيان إلى وفاة الأم والجنين أو أحدهما وغالبا تكون الأم هي التي تفارق الحياة بعد وضع الجنين بصعوبة وخاصة في دول تقل فيها معدات طبيبة لإجراء ولادة قيصرية ممتازة وناحجة.

5 ـ المضاعفات الجنسية: الختان التقليدي يسبب تعرض الفتاة لعملية الختان في إصابتها بواحد أو أكثر من المضاعفات التالية حسب درجة وعيها واعتزازها بشخصيتها وقدرتها على مواجهة الصدمات.

6 ـ الصدمة النفسية والشعور بالخزي والتشويه صورة الذات: الختان التقليدي يحدث خلل فكريا عند الفتاة حيث تكشف أنّ كلّ ما قيل لها عن فوائد الختان وأهميته غير صحيح وأنّها تجربة في غاية الألم يدفعها إليها أقرب الناس وأحبّهم بالنسبة لها وتشعر الفتيات أيضاً بالخزي وتشويه صورة الذات، فمعظم الفتيات لا يصدقن المبررات التقليدية لهذه الممارسة، كما يشعرن بالمهانة عند القول إنّها ضرورية للحفاظ على أخلاقها وحمايتها من الانحراف في حين هي تعاني من مرارة وآلام مختلفة وخاصة في منطقة حسّاسة كالفرج الذي كرأس مال المرأة في آخر عمرها حيث يذوب كل مميزات جسمها ما عداه فإذا كانت تعاني من مشاكل في تلك المنطقة بلا شك أنها ستشعر بالإحباط والتوتر.

7 ـ الخوف من الجماع بل من الزواج نفسه : يسبب الختان التقليدي آلام عند الجماع ، نتيجة وجود أحد المضاعفات السابقة بالإضافة إلى أن الالتهابات المزمنة تسبب تكون نسيج ليفي غير مرن وضيق فتحة المهبل تسبب آلاماً شديداً عند الجماع بسبب حدوث خراريج مزمنة، خاصة في حالة تلوث الجرح فور الختان وحدوث التهابات تسبب التصاقات، فبسبب ضيق فتحة قناة مجرى البول أو فتحة المهبل احتقان مزمن بالحوض فيحرم الزوجين من الوصول إلى مرحلة الإشباع الجنسي، ويظهر هذا الاحتقان في شكل آلام مزمنة أسفل البطن وآلام شديدة بالظهر، كما يترك الختان ذكرى مؤلمة في نفس الفتاة تتذكرها وينتابها الخوف خاصّة عندما يقترب موعد زفافها، وتمنعها عدم الوصول إلى حالة الإشباع الجنسي، يزداد هذا الاحتمال كلّما زادت درجة التشويه للأعضاء التناسلية الخارجية مما ينمى شعور الزوجة بأنّ الجماع يحقق المتعة للرجل فقط دونها، ويجعلها تنظر إليه على أنّه إنسان أناني يحبّ نفسه فقط، وقد يتطوّر هذا الشّعور إلى الدرجة التي تفسد الوئام الاجتماعي بين الزوجين فتكثر التوترات وتحدث مشكلات اجتماعية عديدة، أحيانا تصل إلى الطلاق وما أكثرها الآن في إفريقيا.

8 ـ القلق وإحباط واكتئاب الزوجين وقلة إقبال المختتنة على العلاقة الجنسية: قد يبدأ القلق لدى الفتاة قبل حدوث الختان التقليدي نفسه ويزداد هذا القلق ليصبح رعباً شديداً عندما تسمع عن موعد ختانها، خاصّة إذا كان لديها خبرات سلبية سابقة لما حدث لأقاربها، وقد يحدث اكتئاب أو عصبية زائدة لدى بعض السيدات في حالة الإحباط الجنسي المتكرر، كذلك قد يشعر الزوج بالعجز والإحباط لشعوره بعدم قدرته على إشباع رغبات زوجته، وقد يتطور هذا الشعور ليصل إلى مرحلة متقدِّمة من العجز العضويّ، الذي يظهر في صورة ضعف في الانتصاب، مما يجعله يلجأ لتناول العقاقير ظناً منه أنّها تساعد على حل المشكلة، وعدم الإقبال على العلاقة الجنسية، قد تكره المرأة المعاشرة الزوجية مع تكرار عدم الوصول للإشباع والشعور ببعض الألم أثناء الجماع، وقد يؤدى تكرار هذا الشعور على المدى البعيد إلى قلّة نشاط مركز الغريزة بالمخ مما يؤدى إلى عدم الرغبة في المعاشرة كلية وهي من أكثر أسباب الطلاق في العالم الإفريقي والعربيّ.

9 ـ الصدمة العصبية: الختان التقليدي قد يحدث للفتاة هبوط حاد في الدورة الدموية وفقدان الوعي بسبب شدة الألم أو الخوف قبل وأثناء عملية الختان أو بسبب فقدان كميات كبيرة من الدم بسبب النزيف.. ويمكن أن تؤدى هذه الصدمة إلى الوفاة وقد أكّدت الدراسات مثل هذه الظواهر الخطيرة في إفريقيا.

10 ـ التهابات وتلوث مكان الجرح والعدوى والالتهابات: يمكن أن يحدث الختان التقليدي في إفريقيا تلوث للجرح بسبب استخدام أدوات قطع غير معقمة أو استخدام أدوات ملوثة لإيقاف النزف أو بسبب تلوث الجرح بالبول أو البراز، مما يؤدي لحدوث التهابات، وقد تكون هذه الالتهابات موضعية في مكان الجرح، ويمكن علاجها بسهولة، وقد تمتد وتنتشر عبر المجارى البولية أو القناة التناسلية مسببة التهابات شديدة ومزمنة يستغرق علاجها وقتاً طويلاً.

وقد يتسبب أيضاً تلوث الآلات المستخدمة أو أيدي من يجرى الختان في نقل بعض الأمراض الخطيرة مثل فيروسات الالتهاب الكبدي الوبائي أو الإيدز أو مرض التيتانوس وإلتهاب البروستات، بواسطة أشخاص غير مؤهلين طبياً مع استعمال آلات بدائية وغير معقمة، مما يؤدي إلى تلوث مكان الجرح.

يرى بعض الإخوة أنّ الختان ما هو إلاّ عادة اجتماعية مورثة نتيجة تقليد عميق الجذور تأثر بالثقافة الإفريقية المنتشرة في بلدان وأجزاء من بلاد أخرى في أفريقيا، وقد عرف مختلف المجتمعات الإفريقية ختان الإناث قبل اعتناقه المسيحية والإسلام.ويعتبر ختان الإناث من الممارسات القاسية ضدّ النساء، ولكن لا يشعر المجتمع بعنفها لكثرة ممارستها للفتيات فى سن صغيرة قبل بلوغهن الحيض.

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Delicious Facebook Digg Favorites More