سواء كنتِ مقبلة على الزواج، أو مازلت تنتظرين صغيرك، أو كنت أمًّا تضع أولى قدميها في مدرسة الأمومة..
ماذا أعددت لأن تصبحي أمًا؟!
إنها حيرة كبيرة وقلق لم يكن على البال..فكثيرات يفرحن بالزواج والبيت الجديد.. ولكن لم يعددن أنفسهن لمسؤولية تربية الأطفال. نحن معك أيتها الأم الجديدة خطوة بخطوة على حلقات لنحمل معك عبء هذه المسئولية.. نبحث وننقب من أجل تخفيف هذا العبء الجميل عنك، فتواصلي معنا باقتراحاتك واستفساراتك لنعرضها على المختصين ونبدأ بالخطوة الأولى المهمة وهي:
أولاً: حسن اختيار الزوج:
نبدأ معك من البداية. فمن حسن تربيتك لطفلك أن تحسني اختيار أبيه، فحين تختارين زوجك فأنت لا تختارين زوجًا فقط بل أيضًا أبًا لطفلك، لابد أن يتصف بكافة المزايا التي يجب أن يتميز بها الأب المثالي، وأهمها أن يدير معك دفة الحياة، ويعينك على تربية أبنائكما تربية إسلامية سليمة، ويساهم في تهيئة كل السبل لذلك، فالطفل سيتربى في أحضانكما وسينشأ على مبادئكما ويتأثر بسلوككما.
ومن مواصفات الزوج في الإسلام:
ـ أن يكون مسلمًا. قال الله - تعالى -: وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ[البقرة: 221].
وقال - صلى الله عليه وسلم-: ((كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)).. إلى آخر الحديث.
ـ أن يكون عفيفًا غير زانٍ. قال - تعالى -: الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ[النور: 3].
ـ أن يكون ذا دين وخلق، حتى يعطي من نفسه المؤمنة التقية الخلوقة لطفله فيتشرب بها.
ـ أن يكون غير عقيم، وانتشرت هذه الأيام فحوصات ما قبل الزواج وهي طريقة آمنة حتى يتسنى اتخاذ قرار الزواج من عدمه.
ـ أن يكون عاقلاً متزنًا.
ـ ألا يكون شديد الغيرة، فالزواج مؤسسة تنجح وتقوم على الثقة الشديدة بين الزوجين، والغيرة الشديدة المرضية من الزوج أو الزوجة تحدث القلاقل، وتشغل الطرفين عن التفرغ لتربية الأبناء.
ـ أن يكون هناك تكافؤ بين أسرتي الزوج و الزوجة اجتماعيًا واقتصاديًا، حتى لا يسبب التفاوت بينهما نزاعًا وشقاقًا يتأثر به الأبناء بعد ذلك.
ـ أن يكون الزوج من غير أسرة الزوجة، لأثر عامل الوراثة في ضعفه أو قوته.
ـ أن يتميز بالنضج الانفعالي والاتزان النفسي، فلا يكون سريع الغضب أو سريع الانفعال حتى لا يرث الأطفال هذه الصفات.
ثانيًا: قبل فترة الحمل.. أعدي لصغيرك الحياة:
بعد إتمام الزواج المبارك بنية خالصة لمرضاة الله - تعالى -، واتباع سنة رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم- إذ قال: ((إذا أتى الرجل أهله فليقل بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإذا قدر لهما في ليتهما ولد لم يضره الشيطان أبدًا)).
هذا الكائن الصغير الذي تشتاقين إلى مجيئه للدنيا، وتعدين له كل ما يحتاج من حجرة وملابس وفرحة يستحق منك بذل الجهد لتوفير ما يحتاج إليه أيضًا من حياة سعيدة، ويستحق أن يأتي إلى الحياة ليلمح وجوهًا باسمة وقلوبًا تحمل له الحب والحنان، وأنت بذكائك وحكمتك تستطيعين زرع بذرة التفاهم مع الزوج لتكون الأرض الخصبة التي ستنمو فيها نبتة ابنك، ومهدًا آمنًا مستقرًا له، ويجب إشاعة جو من الود والصداقة والألفة معه تمهيدًا لتلاقي الآراء والأفكار والقلوب وتقاربها حتى تتفقا على طريقة تربية واحدة واتخاذ قرارات واحدة بشأن تربية الحبيب القادم.
أشركي زوجك في اختيار كل ما يخص الطفل من تجهيز حجرته، وشراء سريره وملابسه ولعبه والترتيبات لاستقباله ليشاركك الفرحة واللهفة والاشتياق، أشركيه في أحلامك لصغيرك وأمنياتك له، وفي اختيار اسم جميل له ولا تستأثري بذلك لنفسك.
أشركي عائلتك وعائلته في الاستعداد لهذا الحدث السعيد، حتى يشاركك الجميع الفرحة.
اقرئي مع زوجك الكتب النافعة في طريقة التعريفة، وكيف تتعاملين مع الطفل الرضيع، أعدي له أمًّا مثقفة واعية تعرف كيف تتعامل معه بحكمة وصبر ووعي.
ثالثًا: علامات الحمل والفرحة الأولى ونصائح لابد منها:
متعبة، لا تودين أن تتحركي أو تنزلي من سريرك، إلى جانب انقطاع الطمث هذا الشهر، شعور بالغثيان يشبه ما كان يصاحبك أثناء الدورة الشهرية، ولكن أكثر شدة وقد يصاحب باضطرابات في المعدة وترجيع، وكبر حجم الثدي.. كل هذه مؤشرات مبهجة للأم الجديدة التي تحلم بأول طفل.. تحلم بمن يناديها بالكلمة السحرية (ماما)، وتؤكد فرحتك الطبيبة بعد عمل الفحوصات اللازمة والنصائح المعتادة.
علامات الحمل اليقينية:
وهي العلامات التي لا توجد إلا في حالة وجود حمل وتدل على وجود جنين في الرحم وتشمل الآتي:
1ـ الموجات فوق الصوتية:
إن رؤية الجنين بالعين من خلال جهاز الموجات فوق الصوتية، وحركته ونبضات قلبه دليل يقيني على وجوده.
2ـ لمس حركات الجنين أو ملاحظتها:
أثناء فحص الأم الحامل يمكن ملاحظة حركة الجنين أو الإحساس بها باليد ولا شيء يعطي هذه الحركة إلى وجود جنين، وعادة تظهر هذه الحركة بعد الأسبوع السادس عشر.
3ـ سماع نبضات قلب الجنين:
يمكن سماع نبضات قلب الجنين باستعمال سماعة خاصة بعد الأسبوع الثاني عشر، حيث يرتفع الرحم من داخل الحوض إلى تجويف البطن ويمكن سماع نبض الجنين قبل ذلك بكثير بواسطة الموجات الصوتية، وذلك في نحو الأسبوع السادس إلى السابع.
إذن، أنت الآن في مرحلة تكوين الجنين، وهذه المرحلة تؤثر في شخصية الطفل، وهناك عوامل لابد من مراعاتها حتى يكون تأثيرها إيجابيًا وهي:
ـ غذاء الأم: لابد أن يكون غذاء الأم متكاملاً، وذلك لأنه ثبت طبيًا أن لنوع الطعام وكميته أثرًا بالغًا في حياة الجنين، فأي نقص في الفيتامينات الضرورية للغذاء الكامل يحدث آثارًا مختلفة في الجنين، فيصاب بالضعف العقلي أو ببعض العيوب البدنية كالكساح أو البلاجرا أو الهزال.
ـ إصابة الأم بأمراض قد تنتقل إلى الجنين: قد تصاب الأم بأمراض أثناء الحمل قد تنتقل إلى جنينها، مما يؤخر نموه ويصيبه بعيوب عقلية، فيجب على الأم أن تتابع الطبيبة المعالجة بشكل دوري وتخضع لكل الفحوصات والعلاجات التي تطلبها منها الطبيبة دون تكاسل أو تهاون، وأن تحتاط لنفسها بالتحصين من الأمراض المعدية بالبعد عن أماكن العدوى أو المصابين بأمراض معدية كالحصبة الألمانية وغير ذلك..
ـ حالة الأم النفسية: فقد ثبت أن حالة الأم النفسية والانفعالية تنعكس على الجنين سلبًا أو إيجابًا فالأم الحامل الهادئة المطمئنة المستقرة، تنعكس حالتها على جنينها فيكون هادئًا متزنًا مستقرًا، أما إذا كانت حالة الأم النفسية والانفعالية متوترة أو قلقة أو مضطربة فهي تنعكس أيضًا على طفلها ويصبح مثل أمه متوترًا وقلقًا وعصبيًا، لذلك على الأم مراعاة حالتها الجسمية والنفسية حتى تنجب طفلاً سليمًا متكاملاً.
ما الغذاء الذي يحتاج إليه جنينك؟
الغذاء اليومي للمرأة الحامل يجب أن يكون متكاملاً على شكل ثلاث وجبات على الأقل، وكل وجبة يجب أن تحتوي على صنف على الأقل من كل مجموعة من المجموعات الثلاث الأساسية الآتية:
1ـ أطعمة الطاقة والمجهود: (مواد كربوهيدراتية ودهنية) حيث تمد الجسم بالطاقة المطلوبة للنشاط والحركة وتشمل:
ـ الحبوب ومنتجاتها مثل: الخبز، الأرز، المكرونة... إلخ.
ـ الدرنات مثل: البطاطس، البطاطا.. إلخ.
ـ السكريات.
ـ الزيوت والدهون.
2ـ أطعمة البناء: وهي مصادر البروتين الذي يساعد على بناء أنسجة الجسم وترميمها وتشمل:
ـ منتجات حيوانية مثل: اللحوم والطيور والأسماك والألبان.
ـ منتجات نباتية مثل: البقول بأنواعها.
3ـ أطعمة واقية: وتشمل الفيتامينات والأملاح المعدنية مثل: الخضراوات والفاكهة الطازجة بأنواعها.
إن إهمال الأم الحامل لتغذيتها قد يؤدي إلى نقص وزن الطفل عند الولادة، وهذا يعرضه للإصابة بأمراض مختلفة وقد يؤدي إلى ارتفاع نسبة الوفيات في السنوات الأولى من العمر.
زيارة طبيب الأسنان:
من التوصيات المهمة للأم الحامل في فترة حملها أن تعتني عناية خاصة بأسنانها، وأن تتابع وبشكل دوري طبيب الأسنان، وفقد أكد الباحثون أن أمراض اللثة عند الحوامل تضعف نمو الأجنة في الرحم، وقد حذروا من ترك اللثة دون علاج فقد يؤدي ذلك إلى تساقط الأسنان، ويعتقد الباحثون أن ذلك بسبب استجابة الحوامل للالتهابات المصاحبة للمرض.
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire