الحمد لله واشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ..أما بعد
هل تدرون لماذا يحدث للمسلمين كل ما يحدث في كل مكان ؟ دماء تسفك ، وبلاد تحتل ، وبيوت تهدم ، وأمان يضيع !
الجواب في القرآن الكريم : (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى: 30) نسأل الله أن يعفو عنا .
لكن لما ترك المسلمون دينهم سلط الله عليهم من هو شر منهم عنده – وهم الكفرة المشركون – ليرد الله المسلمين إلى طاعته ويرحمهم بما نزل بهم من مصائب ، كما قال الله لبني إسرائيل – لما سلط عليهم الكفرة المشركين حتى دخلوا المسجد الأقصى ودمروه تدميرًا - : (عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ ) (الإسراء: 8) .
وإذا كانت معصية الرماة في جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد –سببًا لنزول الهزيمة بالجميع ، فكانت رحمة للشهداء الذين تمكن الكفار من التمثيل بجثثهم (تقطيع الأنوف وفتح البطون ) ، حتى حمزة سيد الشهداء عم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكن الله هند بنت عتبة من أن تمضغ جزءًا من كبده ، وهي كافرة في ذلك الوقت ، كل هذا بسبب معصية البعض ، ورحمة بالباقين .
فهذا الذي يحدث يتحمل مسئوليته كل ظالم صد عن سبيل الله ومنع الدعوة إلى الله أن تنتشر ، وأعان على ظلم أولياء الله ، ويتحملها كل من والى أعداء الإسلام ، فصار عبدا عندهم منفذا لأوامرهم ، يقدم لهم العون والأرض والمساعدة على سفك دماء المسلمين ، ويتحملها كل من يرضى بذلك .
يتحمل المسئولية كل من يترك الصلاة ويضيعها ، فتحل النقمة على البلاد كلها .
يتحمل المسئولية كل من خان الأمانة ولم يراقب الله سبحانه ، كل زانية وزان ، وسارق وسارقة ، وكل متبرجة فاسقة أدى تبرجها إلى بعد الناس عن الله فظلموا ، فسلط الله عليهم من هو أظلم ، وزاد الظلم فسلط الله الكفار علينا ، نسأل الله العافية .
ونحن أيضا مقصرون ؛ لأننا لم نصلح من أنفسنا بالقدر اللازم ، هل صلينا بالليل ندعوا للمسلمين من قلوبنا حتى يرفع الله عنهم البلاء ؟ هل تضرعنا إلى الله وشعرنا بأن إخواننا وآباءنا وأمهاتنا هم الذين يحدث لهم ذلك ؟
لكن – على أي حال – أمة الإسلام لا تموت ، والحق منها لا يضيع ، فقد سقطت بغداد في أيدي التتار أيام هلاكو وقتل (1.8 مليون مسلم ) ثم انتصرت أمة الإسلام وأسلم التتار ، ويوم سقطت الأندلس وأبيد المسلمون فيها فتحت قسطنطينية على يد محمد الفاتح .
لكن الشرط أن يعود المسلمون إلى ربهم وهذا أمر دائما يحدث – بإذن الله – بعد المصائب ، فاتقوا الله في أنفسكم وإخوانكم ، وأقيموا لصلاة لعلكم ترحمون ، ( فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) (النساء: 19)
الشيخ د.ياسر برهامي
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire