قال: جميلة هي تلك الآمال التي يبديها البعض تجاه المستقبل، وحلمهم بسعادة زوجية ووئام، ولكن هذا يبقى حلماً يتبدّد مع أوّل إشراقة شمس الواقع.
قلت: كيف ذلك؟
قال: ما إن يحصل رباط ،الزواج وتبدأ حقيقة الطرف الآخر تتكشف، ستجد أن السعادة الزوجية ليست سوى رمادً يتطاير عند أقل هبة من رياح!.
قلت: ولم تفترض أن الطرف الآخر سيكون سيئاً؟ أو لست تبغي أن تحوّل حلم السعادة الزوجية إلى حقيقة؟ أيضاً الطرف الآخر يريد هذا، فإن تعاونتما على ذلك صار الحلم حقيقة تعيشها، أم أنك ترى انك الشخص الصادق الوحيد، وكلّ طرف آخر ترتبط به سوف يكون فاسداً، ويجلب التعاسة لبيتك الزوجي؟
قال بعد تأمل مقتضب: قد يكون كلامك صحيحاً، ولكن الأمر أحياناً يحصل بسبب الظروف المحيطة، فإن كان الزوج والزوجة صادقين في ذلك، فإن الأهل قد يفسدونه، وإن لم يكن الأهل فالأولاد، وإن لم يكن الأولاد، فمن الظروف المحيطة، كالفقر وغيرها من المصائب كالموت!.
نظرت إلى كلماته، وأنا أتعجب من مثل هذه الافتراضات العجيبة، وكأنه اطلع الغيب، فوجد أنّ بني البشر لن تفارقهم التعاسة، قلت: إذا كان الرجل على خير، ورزقه الله بزوجة طيبة، وأهلهم كانوا أهل فضل، وأنجبوا أولاداً أنشئوهم على طاعة الله، وما يحبّ ويرضى، فما الذي سيحول بينه وبين السعادة الزوجية أن تملأ بيته؟
فكر لهنيهة، ثم قال: لم أرَ حالة توافق هذا بنسبة 100% ولا حتى 50% أنا يا صاحبي أتحدّث من الواقع، وأنت تتحدّث من خلال منظارك الوردي، أبعد هذا المنظار عن عينيك، وانظر إلى حقيقة الحياة، أنا أحدّثك من واقعٍ وتجربة.
وجدت أنني لن أخرج بنتيجة من هذا الحوار السوداوي، فاختصرته وخرجت منه، وما يزال العجب يملأ صفحة وجهي أمعقول أن الفساد الذي في الدنيا بدأ يورث الناس مثل هذه النظرة من التشاؤم، لا يستطيع الأمل أن يطلّ بسببها برأسه؟ أنا لا أنكر وجود الخيانة والغدر، وندرة الصدق والوفاء والإخلاص، ولكنني أعلم علم اليقين أن المرء إن حرص أن يملأ بيته بالسعادة صادقاً في ذلك، باذلاً أسبابها، متوكلاً على الله في ذلك، حاثّاً شريك حياته عليه، ورزقهما الله الإخلاص والتوفيق في ذلك، فأي شيء سوف يمنع السعادة الزوجية من أن تظلّ بجناحيها على بيتهما؟!!
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire