الحلقة الأولى
لقد استبشر كلّ مسلم يحمل الجنسية كوت ديفوار عشية سقوط نظام (LORAN GBAGBO) الرئيس الإيفواري المخلوع والذي سجّل بداية تقليد الرئيس (OUATTARA ALASSAN) مقاليد الحكم في ذلك البلد الاستراتيجي المهم من غرب أفريقيا .
ولاشكّ أنّ نظرات الدعاة ودارسي العربية عمومًا -إلى هذا البلد- قد تفاوتت فيما ينبغي أن ينتهي إليه وضع الإسلام والمسلمين في ظلّ الحكومة الجديدة ، وإن اشتركوا في تقسيم البشارة والتفاؤل وتمني الأفضل نظرًا لانتماء الرّئيس الديني .
ولعل أقلّ الفئات تفاؤلاً من دارسي العربية هم من ينطلقون من الماضي التاريخي ل(OUTTARA) – وذلك أيام كان رئيسًا للوزراء إذ إنّه لا يعرف للرجل في تلك الفترة أيّ جهد خاص للإسلام والمسلمين لا من مبادرات ذاتية ولا من خلال برنامجه السياسي إلاّ أن يكون ذلك تكميلاً لجهود ذاتية خالصة من المسلمين بالمقام الأوّل فيأتي هو ليضيف مشاركته .
أمّا المتفائلون -وهم أكثر الدعاة وعامة المسلمين خاصة- فيرون أنّ مجرّد وصول مسلم إلى سدّة الحكم في هذا البلد الذي عرف أوائل رؤسائه بكراهيتهم الشديدة للعرب وكلّ ما هو إسلامي ، يعتبر نجاحًا وكفى به ، هذا فضلاً عن الظلم والاضطهاد الذي كان يعاني منها المسلمون في ظلّ الحكومات السابقة .
فلا يخفى صواب كلّ قول من ناحية كما لا يغيب عن بال المتابع الجيد لسير الأمور في كوت ديفوار منذ تولي (OUTTARA) ما يمثّل هذه المرحلة من التحدّي الصريح لمسيرة الإسلام ومستقبله البعيد المدى في هذا البلد .
إذًا فلا ينبغي التسرع والمبالغة في التفاؤل لمجرد وصول مسلم وهو شخص (OUATTARA) إلى سدّة الحكم ، كما لا يجوز المبالغة في التشاؤم والنظر القهقرى دائمًا إلى الماضي ، فقد لا يكون هذا ولا ذاك هو محل البحث الحقيقي إذ إنّها كلّها نظرات تطيل بشخص وتارا دون مراجعة واقع المسلمين ، ومستوى استعدادهم ووعيهم لأهمية المرحلة فضلاً عن البرامج الضرورية اللازمة لتكوين البنى التحتية القوية لتمثيل الإسلام والمسلمين .
وهذا يقودنا إلى أربع تساؤلات مهمة وهي :
أولاً : ماذا حقق الإسلام والمسلمون في ظلّ حكم الرؤساء السابقين على (OUATTARA) .
ثانيًا : هل كان دخول المسلمين مع حكومة (OUATTARA) على أساس برامج مشتركة واضحة ، أم أنّهم ظلوا يراقبون الأحداث حتى إذا ما فاز (OUATTARA) تسابقوا إليه ؟.
الثالث : هل يتفق نخب الإسلام من الدعاة والمسئولين على تصور العمل الإسلامي و تحديد الأولويات ، ولماذا ؟.
الرابع: هل هناك برامج دعوية مهمة أهملت وما هي ؟ .
فلعلنا حين نتداول هذه التساؤلات الأربعة حقّ تداولها قد نتوصل إلى بلورة خارطة الطريق لرسم المعالم وترتيب الصوّى وتدشين المخارج : وهذا ما سوف يكون موضوعنا في الحلقة القادمة بإذن الله
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire