السؤال:
هل هناك طريقة للزواج لفتاة فقدت عذريتها بالعادة السرية؟ وهل من الممكن أن يرزقها الله زوجاً صالحاً، أم أن الطيبين للطيبات؟ وهل هناك طرق لتقي نفسها من الزنا إن لم تتزوج بسبب فقدان العذرية؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
إلى متى سنعاني من المشكلات والحيرة والقلق المصاحبة للجهل بالأمور الجنسية، والتعامل مع هذه الشهوة التي خلقها الله - تعالى -فينا. متى تسود في مجتمعاتنا ثقافة جنسية منضبطة بضوابط الشرع، تُدرس في مناهجنا على نحو يكفل الحماية و الأمن للفتاة و الشاب قبل مرحلة البلوغ و هو يتعرف على جسده، و كيف تكون سلوكياته عند فوران الشهوة و الإحساس بها.
إذا كانت هذه السائلة الكريمة قد توجهت للموقع لتسأل، و تعلم ماذا تفعل بعد هذا الخطأ الذي وقعت فيه، و الذي كان حتماً نتيجة للجهل، فماذا عمن يسرعن للأطباء لترقيع هذا الغشاء، و الإقبال على الزواج ببداية ملؤها الغش و التدليس.
العادة السرية، و هي ما يعرف بالاستمناء عند الذكور و الاسترجاز عند الإناث، لا شك أن الإسلام يحرمها؛ لقوله - تعالى -: " والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون" [المؤمنون: 5-7] ولكن ابن القيم - رحمه الله - نص على أنه يجوز ذلك عند الخوف من الوقوع في الزنا.
الأثر الفسيولوجي للعادة السرية بعكس ما يشاع بين فئات كثيرة [1] لا يوجد للاستمناء مخاطر طبية خطيرة كالعمى أو الذهان. ولكن كثرة ممارستها ترهق الجهاز العصبي والتناسلي، وبطبيعة الحال يؤثر الاستمناء على قيام علاقة صحية مع الجنس الآخر لإيغال من يقوم بالاستمناء في الخيال الجنسي، وتوجهه جنسياً نحو جسمه، كما أن الاستمناء يؤدي لتكون نوع من العادة، ومن ثم تعوُّد الاستمناء. ولما كان المني يتكون من نسب عالية من البروتين والسكريات المعدة لتتغذى عليها الحيوانات المنوية، فإن كثرة الاستمناء قد تؤدي لنوع من الضعف العام، وفي الإناث قد تؤدي العادة السرية إلى تمزق غشاء البكارة.
أما الأثر النفسي فيؤدي الشعور بالذنب بعد ممارسة العادة السرية إلى مشكلات في التوازن النفسي للفرد. يقول د. عمرو أبو خليل أخصائي الأمراض النفسية: "والعادة السرية تبدأ بالنظرة المحرمة، ويتعمد من يمارسونها ذلك لاستمرائهم هذا الأمر؛ وبالتالي فإنهم يحتاجون للتوبة، وللتخلص من هذه المعاصي المتتالية من خلال برنامج سلوكي يبدأ بالتوبة، والعزم على التخلص من هذه العادة السيئة، أما من يتقي الله ويبتعد عن المحرمات، ثم تغلبه شهوته كمثل حالتك كل أسبوعين، فإنها عثرة في طريقه يقوم منها مسرعاً، ويفعل مثلما تفعلين، فيقوم ويغتسل ويعود لأنشطته العادية، ولا مانع أن تكون البداية بطاعة من صلاة أو قراءة قرآن كفعل إيجابي.
إننا نعتبر هؤلاء الذين يمتنعون عن النظر للمحرمات، ويحرصون على الأنشطة الإيجابية الفعالة والصحبة الطيبة سائرين في الطريق الصحيح؛ لأنهم بالتدريج ستزداد فترات ابتعادهم عن العادة السرية حتى يرزقهم الله بالزواج وتنتهي هذه المشكلة.
أختي الكريمة، يتضح من سؤالك أنك أدخلتِ شيئا صلباً في فتحة المهبل أثناء ممارسة هذه العادة؛ لأن ممارستها من الخارج لا تؤدي إلى تمزق هذا الغشاء، و هذا خطأ وقعتِ فيه نتيجة الجهل بحساسية هذه المنطقة، و كيفية المحافظة عليها.
عليكِ أولاً باللجوء إلى الله - تعالى -، و الإلحاح عليه بالدعاء. " اللهم اغفر لي ذنبي و طهر قلبي وحصِّن فرجي "و إذا أحسستِِ بوطأة الشهوة فعليكِ بالاغتسال بالماء البارد، و داومي على ممارسة الرياضة، و أشغلي وقتك بالمفيد النافع، واحرصي على الصحبة الصالحة، و لا تجلسي بمفردك كثيراً.
إذا تقدم من ترضين دينه و خلقه فعليكِ بالمصارحة التامة معه، و أن ما وقع كان نتيجة عبث و خطأ منكِ، فإن قبل فبها و نعمت، و إن رفض فلا أقل من أن يحفظ سرك، و هذا سيوقع عليكِ عبئاً كبيراً بالنسبة لحسن الاختيار.
عليكِ يتوعية الفتيات من هن في مثل عمرك و قريبات منكِ بأضرار هذه الممارسة، و ما تجنيه الفتاة على نفسها من عدم البحث عن المعلومة الصحيحة من مصادر موثوقة.أسال الله - تعالى -أن يفرج عنك و يوفقك لخيري الدنيا و الآخرة.
*بكالوريوس هندسة طبية من جامعة القاهرة
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire