علاقة الإصلاح بالفساد، علاقة مقابلة وتضاد، وصراع
وإصطكاك، فالمُصلح يُريد إزالة الفساد، والمُفسد يتشبّث للبقاء والدفاع عن
مصالحه ومكاسبه غير المشروعة.
والفساد ليس ظاهرة فرديّة محدودة، بل هو منظومة إجتماعية متجذِّرة، تبدأ من
الحاكمين وتمتد إلى سائر مرافق المجتمع، وفيها الآلاف من المنتفعين،
وهؤلاء بيدهم القوّة والسلطة وأدوات الكبت والفتك التي يستعملونها لإسكات
الصوت الحُر الناقد وللقضاء على دعوات الإصلاح.
وإذا ما اشتدّت المواجهة وأحسّ الفاسدون بالخطر يُهدِّد عروشهم ومصالحهم،
فإنّهم لا يتوانون في استعمال أبشع أنواع الظلم، من قتل وتشريد، وقمع
وتهجير.. أليس القتل من أبرز عناوين الفساد؟ وأليس الظلم من أكثر صوره
شيوعاً؟
وهكذا نجد عبر التاريخ: صراعاً أبدياً بين الظالمين والفاسدين والكافرين من
جهة، وبين عباد الله الصالحين والمُصلحين من جهة أخرى، ومَن يقرأ سيرة
الأنبياء يجد المعركة واحدة وإن...